نسبه : هو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب
بن فهر بن عبد مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر
بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه في نسبه واتفقوا أيضاً أن
عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام.
أسماؤه : عن جبير بن مطعم أن الرسول قال: { إن
لي أسماء، وأنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر،
وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدميَّ، وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد }
[متفق عليه]. وعن أبي موسى الأشعري قال: كان رسول صلى الله عليه وسلم الله
يسمي لنا نفسه أسماء فقال: { أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي
التوبة، ونبي الرحمة } [مسلم].
طهارة نسبه : اعلم رحمني الله وإياك أن نبينا
المصطفى على الخلق كله قد صان الله أباه من زلة الزنا، فولد من نكاح صحيح
ولم يولد من سفاح، فعن واثلة بن الأسقع أن النبي قال: { إن الله عز وجل
اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل كنانة، واصطفى من
بني كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم }
[مسلم]، وحينما سأل هرقل أبا سفيان عن نسب رسول الله قال: { هو فينا ذو
نسب، فقال هرقل: كذلك الرسل تبعث في نسب قومها } [البخاري].
ولادته : ولد يوم الاثنين في شهر ربيع الأول،
قيل في الثاني منه، وقيل في الثامن، وقيل في العاشر، وقيل في الثاني عشر.
قال ابن كثير: والصحيح أنه ولد عام الفيل، وقد حكاه إبراهيم بن المنذر
الحزامي شيخ البخاري، وخليفة بن خياط وغيرهما إجماعاً
رضاعه : أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم
استُرضع له في بني سعد، فأرضعته حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد
نحواً من أربع سنين، وشُقَّ عن فؤاده هناك، واستخرج منه حظُّ النفس
والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.
ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة وهو ابن ست سنين، ولما مرَّ رسول
الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح، استأذن
ربّه في زيارة قبر أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال: { زوروا القبور
فإنها تذكر بالموت } [مسلم]. فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته
ورثها من أبيه، وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ رسول الله من العمر ثماني
سنين توفي جده، وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة، ونصره
وآزره حين بعثه الله أعزّ نصر وأتم مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه
إلى أن مات، فخفف الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.
صيانة الله تعالى له من دنس الجاهلية: وكان الله سبحانه وتعالى قد صانه
وحماه من صغره، وطهره من دنس الجاهلية ومن كل عيب، ومنحه كل خُلقٍ جميل،
حتى لم يكن يعرف بين قومه إلا بالأمين، لما شاهدوه من طهارته وصدق حديثه
وأمانته، حتى أنه لما أرادت قريش تجديد بناء الكعبة في سنة خمس وثلاثين من
عمره، فوصلوا إلى موضع الحجر الأسود اختلفوا فيمن يضعه أول داخل عليهم،
فكان رسول الله فقالوا: جاء الأمين، فرضوا به، فأمر بثوبٍ، فوضع الحجر في
وسطه، وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب، ثم أخذ الحجر فوضعه
موضعه . [أحمد والحاكم وصححه].