ما تثبت به الصُّحْبَة000
اختلف أهل العلم فيما تثبت به الصحبة ، وفي مستحق اسم الصحبة ، قال
بعضهم ( إن الصحابي من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به ،
ومات على الإسلام )000وقال ابن حجر العسقلاني ( هذا أصح ما وقفت عليه
في ذلك )000
فيدخل فيمن لقيه من طالت مجالسته له ، ومن قصرت ، ومن روى عنه ،
ومن لم يرو عنه ، ومن غزا معه ، ومن لم يغز معه ، ومن رآه رؤية ولو من
بعيد ، ومن لم يره لعارض كالعمى000
ويخرج بقيد الإيمان من لقيه كافرا وإن أسلم فيما بعد ، إن لم يجتمع به مرة أخرى بعد الإيمان000
كما يخرج بقيد الموت على الإيمان من ارتد عن الإسلام بعد صحبة النبـي -صلى اللـه عليه وسلم- ومات على الردة فلا يعد صحابيا000
وهل يشترط التمييز عند الرؤية ؟000
منهم من اشترط ذلك ومنهم من لم يشترط التمييز000
وقال بعضهم لا يستحق اسم الصحبة , ولا يعد في الصحابة إلا من أقام
مع النبي -صلى الله عليه وسلم- سنة فصاعدا ، أو غزا معه غزوة فصاعدا ،
حكي هذا عن سعيد بن المسيب ، وقال ابن الصلاح هذا إن صح طريقة
الأصوليين000
وقيل يشترط في صحة الصحبة طول الاجتماع والرواية عنه معا ، وقيل
يشترط أحدهما ، وقيل يشترط الغزو معه ، أو مضي سنة على الاجتماع
، وقال أصحاب هذا القول لأن لصحبة النبي صلى الله عليه وسلم شرفا
عظيما لا ينال إلا باجتماع طويل يظهر فيه الخلق المطبوع عليه الشخص
كالغزو المشتمل على السفر الذي هو قطعة من العذاب ، والسنة المشتملة على
الفصول الأربعة التي يختلف فيها المزاج000
***************